Minggu, 15 Agustus 2010

خلق الكون من العدم ، والانفجار الكوني العظيم

كتب في موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة:
اعلم أن الكون يشمل كل موجود من أدق جسيم دون ذري إلى الحشود المجرية الفائقة..ولا أحد يعرف مدى كبر الكون , إن أوسع النظريات انتشارا حول نشوء الكون عي نظرية الانفجار الكبير التي تقول بأن الكون قد نشأ من جراء انفجار هائل-هو الانفجار الكبير- حدث منذ (10-20)بليون سنة قد خلت.
في البدء كان الكون على شكل كرة نارية بالغة الكثافة والسخونة , مكونة من غاز يتمدد ويبرد بعد مرور مليون سنة تقريبا بدأ الغاز يتكثف على الأرجح وفق كتل محلية هي طلائع المجرات وبعد مرور عدة بلايين من السنين ما زال الكون في حالة تمدد رغم وجود مواضع تحوي أجساما مشدودة بعضها إلى بعضها الآخر بفعل الثقالة ( الجاذبية ) كالعديد من المجرات المحتشدة مثلا... ([1]).
لقد تقرر حديثا وثبت علميا أن خلق الكون ظهر نتيجة الانفجار العظيم جدا في نقطة بعيدة وبعده أخذ في التوسع حتى وصل إلى شكله الحالي. فقد توصل علماء الفزياء الفلكية إلى نتيجة مفادها أن الكون خلق من العدم وأنه نتج بكل أبعاده عما يسمى بـ"الانفجار العظيم" والذي يطلق عليه باسم BIG BANG . وهذا الانفجار حدث في وقت قصير جدا قبل 15 مليار سنة تقريبا . ودوائر العلم الحديث تتفق على أن الانفجار الكبير هو التفسير الوحيد المقبول عن بداية الخلق وكيف ظهر إلى الوجود.
يقول البروفيسور فريد هويل Prof. Fred Hoyle عن هذه الحقيقة: تؤمن هذه النظرية بأن الكون وجد بعد حدوث انفجار كبير جدا([2]).
ويقول ستيفن هوكنج في حكايته عن نظرية إنشتين: نظرية إنشتين عن النسبية العامة، هي في ذاتها تتنبأ بأن المكان – الزمان يبدأ عند مفردة الانفجار الكبير وسوف يصل إلى نهايته عند مفردة الانسحاق الكبير (إذا تقلص الكون كله ثانيا) ([3]).
وهذه الحقائق العلمية التي لم تكتشف إلا مؤخرا فقد أعلن عنها القرآن الكريم منذ 1400 عاما يقول الله سبحانه وتعالى:
﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)﴾
(الروم:27)
ويقول تعالى:
﴿إنه يبدأ الخلق ثم يعيده...﴾
(يونس:4)
يقول ابن كثير: ثم ذكر تعالى أنه كما بدأ الخلق كذلك يعيده([4]).
معنى ذلك أن الكون لم يكن موجودا، فالفضاء الكوني والمجرات والكواكب والنجوم والشمس والقمر وأرضنا، أو بمعنى آخر كل شيء يتألف منه الكون ظهر إلى الوجود بعد هذا الانفجار وهو يتنافى مع القول بأن الكون أزلي. فقبل الانفجار الكبير لم يكن هناك شيء اسمه المادة، فالمادة والزمن خلقت من حالة العدم التي لا يمكن تفسيرها إلا من خلال الغيبييات([5]).فالله سبحانه وتعالى هو الذي أوجد هذه المادة بعد أن لم تكن موجودة.
ويقول الله تعالى تعالى معبرا عن هذه الحقيقة في القرآن الكريم بقوله:
﴿بديع السماوات والأرض
(البقرة:117)
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: أي خالقهما على غير مثال سبق. وقال مجاهد والسدي: وهو مقتضى اللغة. ومنه يقال للشيء المحدث: بدعة([6]).
ومن الحقائق التي اكتشفها علماء الفيزياء والفلك في قضية خلق الكون هي أن الكون وقت الانفجار الكبير نفسه يكون حجمه صفرا، وتتلاشي فيه كل أبعاد المكان والزمان‏ وبهذا فإنه يكون ساخنا على نحو لا متناه، وهكذا قال ستيفين هوكيج([7]).
والأوساط العلمية الحديثة مُتفقة على أن الانفجار الكبير هو الوحيد الذي شرح كيفية نشأة الكون ، وقد سبق هذا الكتاب كل المعارف الإنسانية بالإشارة إلى ذلك الحدث الكوني العظيم من قبل ألف وأربعمائة من السنين بقول الحق ‏-‏تبارك وتعالى‏- :
﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ                                                       
(‏الأنبياء‏:30)‏
بناء على ذلك اتضح لنا كيف أن هذه النظرية تؤكد أن لهذا الكون موجدا خلقه من العدم إلى الوجود. وأنه هو وحده القادر على خلق هذا الكون بهذه القوة الهائلة. فلا يمكن أن يتصور عقلا أن يحدث هذا الانفجار الكبير في بداية الكون دون أن يكون له خالق يوجده.
يقول الله تعالى:
﴿مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
(الروم:8)
والقرآن الكريم يؤكد من البداية أن عملية الخلق خاصة لله تعالى دون غيره ولا ينازعه فيه أحد ولا يقدر عليه أحد. فقد جاءت مادة خلق بمشتقاتها في القرآن الكريم مائتين وإحدى وستين (261) مرة للتأكيد على هذه الخصوصية له تعالى.
وبالتالي تكون هذه الآية جوابا لبعض الأسئلة التى ما زالت حيرت عقول كثير من علماء الفضاء الذين وقفوا أمام هذه الحقيقة. فإعلان القرآن لذلك من البداية يعتبر معجزة وآية من آيات الله في هذا الكون. من أعلم محمدا صلى الله عليه وسلم عن هذه المعرفة إلا وحيا من ربه القادر على كل شيء.
فهذه هي آيات الله في كونه كي يتدبر فيها الناس ويتفكروا في قدرته تعالى من خلال عظمة خلقه. فخلق السماوات والأرض آيات للعالمين, يقول الله تعالى:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ﴾
(الروم:22)
بقلم: عليادي بن يسمار الإندونيسي

([1]) موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة 300 
([2]) سلسلة المعجزات 18نقلا عن كتاب The Intelligent Universe: 184-185
([3]) تاريخ موجز للزمان من الانفجار الكبير إلى الثقوب السوداء  105
([4]) تفسير القرآن العظيم 2/599
([5]) ينظر المعجزات القرآنية 10 وسلسلة المعجزات: 18 بالتصرف
([6]) تفسير القرآن العظيم 1/242
([7])تاريخ موجز للزمان من الانفجار الكبير إلى الثقوب السوداء  106

Tidak ada komentar:

Posting Komentar