Minggu, 15 Agustus 2010

النظام الدقيق للكون الحاصل نتيجة الانفجار الكبير

بقلم: عليادي بن يسمار الإندونيسي
 ومن الأشياء المحيرة التي أدهشت عقول العلماء الماديين أنه كان من المفروض بعد حصول الانفجار الكبير انتشار الذرات أو الدقائق التي تتألف منها في الفضاء الكوني بصورة اعتباطية،ولكن الذي حدث عكس ذلك تماما، فقد تشكل كون ذو ترتيب وتنظيم على درجة عالية من الدقة. ويعبر عن ذلك البروفيسور فريد هويل
Prof. Fred Hoyle في قوله:
ومن البديهي أن الانفجار الكبير يؤدي إلى تشتيت المادة إلى أجزاء بصورة غير منتظمة إلا أن الانفجار الكبير أدى إلى حدوث ذلك بصورة غامضة فقد أدى إلى تجمع المواد بعضها مع بعض لتتشكل منها المجرات([1]).
ويقول آلان سانديج Alan Sandge الأخصائي في الفيزياء الفلكية معبرا عن هذه الحقيقة:
أجد من الاستحالة أن ينشأ هذا النظام الدقيق اعتباطا، فكما أن وجود رب هو لغو محير بالنسبة إلي إلا أن التفسير الوحيد لمعجزاته هو أنه موجود بالفعل([2]).
هاهوذا اعتراف من علماء الفضاء بحقيقة وجود الله الخالق المدبر الحكيم. فوجود الله العلي القدير المدبر أمر فطري ضروري لا بد أن يعترف به الإنسان ولا مجال له أن يتولى عن الحق. هذه الحقيقة أثبتها القرآن الكريم منذ ألف وأربعمائة سنة. فالقرآن قرر من البداية أن الذي أبدع هذا الكون هو الله القادر على كل شيء. يقول الله تعالى:
﴿إن كل شيء خلقناه بقدر...﴾
(القمر:49)
ويقول تعالى:
﴿الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾
(الفرقان:2)
من المعروف عادة أن الانفجار بطبيعته يؤدي إلي تناثر المادة وبعثرتها ولا يخلف وراءه إلا الدمار، أما هذا الانفجار الكوني الفتق بعد الرتق فقد أدي إلي إبداع نظام كوني له تصميم دقيق محكم الأبعاد والعلاقات والتفاعلات‏,‏ منضبط الكتل والأحجام والمسافات‏,‏ منتظم الحركة والجري والتداخلات‏,‏ مبني علي الوتيرة نفسها من أدق دقائقه إلي\\ئ أكبر وحداته علي الرغم من تعاظم أبعاده‏,‏ وكثرة أجرامه‏,‏ وتعقيد علاقاته‏,‏ وانفجار هذه نتائجه لا يمكن أن يكون قد تم بغير تدبير حكيم وتقدير مسبق عظيم لا يقدر عليه إلا رب العالمين‏.
هذا التنظيم في الكون بعد حصول الانفجار وهذه الدقة في تشكل المجرات والكواكب من الضروري أن يكون بتقدير من الخالق المتصف بالكمال المطلق. فالله هو الخالق الحكيم وهو الذي يقدر وينظم هذا الكون العظيم بمنتهى الدقة.
يقول ابن عاشور في تفسير هذه الآية: لأنه دليل على إتقان الخلق إتقاناً يدل على أن الخالق متصف بصفات الكمال . ومعنى { قدّره } جعله على مقدار وحد معيّن لا مجرد مصادفة ، أي خلقه مقدراً ، أي محكماً مضبوطاً صالحاً لما خلق لأجله لا تفاوت فيه ولا خلل . وهذا يقتضي أنه خلقه بإرادة وعلم على كيفية أرادها وعيّنها([3]). 

([1]) سلسلة المعجزات: 18نقلا عن كتاب The Intelligent Universe: 184-185
([2]) سلسلة المعجزات: 18نقلا عن Sizing up the Cosmos: An Astronomers Quest. New York Times, p, B9.
([3]) التحرير والتنوير 18/318-319

Tidak ada komentar:

Posting Komentar