Minggu, 15 Agustus 2010

الأصل الواحد للكون

بقلم: عليادي بن يسمار الإندونيسي
إن الانفجار الكبير في بداية الكون الذي توصل إليه علماء الفضاء مؤخرا يثبت أن الكون أصله كان واحدا، وأن السماء والأرض كانتا مجتمعتين، وذلك بناء على الملاحظة الصحيحة على اتساع الكون، وأنه لا يزال مستمرا في توسعه من وقت إلى وقت.
يقول الدكتور زغلول النجار:
وانطلاقًا من هذه الملاحظة الصحيحة نادى كل من علماء الفلك، والفيزياء الفلكية والنظرية بأننا إذا عدنا بهذا الاتساع الكوني إلى الوراء مع الزمن فلابد أن تلتقي كل صور المادة والطاقة الموجودة في الكون (المدرك منها وغير المدرك) وتتكدس على بعضها في جرم ابتدائي يتناهى في الصغر إلى ما يقرب الصفر أو العدم، وتنكمش في هذه النقطة أبعاد كل من المكان والزمان حتى تتلاشى (مرحلة الرتق).
ثم يكمل: وهذا الجرم الابتدائي كان في حالة من الكثافة والحرارة تتوقف عندهما كل القوانين الفيزيائية المعروفة، ومن ثم فإن العقل البشري لا يكاد يتصورهما، فانفجر هذا الجرم الأولي بأمر الله تعالى في ظاهرة يسميها العلماء عملية الانفجار الكوني العظيم. ويسميها القرآن الكريم باسم الفتق، فقد سبق القرآن الكريم كل المعارف الإنسانية بالإشارة إلى ذلك الحدث الكوني العظيم من قبل ألف وأربعمائة من السنين، يقول الحق ـ تبارك وتعالى:
﴿أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوآ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ
(الأنبياء:30)
والرتق‏:‏ في اللغة عكس الفتق‏,‏ لأن الرتق هو الضم والالتحام والالتئام والانسداد سواء كان ذلك طبيعيا أو صناعيا‏,‏ يقال رتقت الشيء فارتتق أي فالتأم والتحم‏.‏ والفتق‏:‏ لغة هو الفصل والشق والانشطار‏.‏
لننظر إلى تفاسير المفسرين في تفسيرهم لهذه الآية الكريمة:
يقول الإمام الطبري فيها: ليس فيهما ثقب، بل كانتا ملتصقتين، يقال منه: رتق فلان الفتق: إذا شدّه، فهو يرتقه رتقا ورتوقا ([1]).
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ﴿أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا﴾ وعطاء وقتادة: كانتا شيئا واحدا ملتزقتين { فَفَتَقْنَاهُمَا } فصلنا بينهما بالهواء، والرتق في اللغة: السد، والفتق: الشق. قال كعب: خلق الله السموات والأرض بعضها على بعض، ثم خلق ريحا فوسطها ففتحها بها([2]).
يقول ابن كثير في قوله تعالى: ﴿أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا﴾ أي: كان الجميع متصلا بعضه ببعض متلاصق متراكم، بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر، ففتق هذه من هذه. فجعل السموات سبعًا، والأرض سبعًا، وفصل بين سماء الدنيا والأرض بالهواء، فأمطرت السماء وأنبتت الأرض([3]).
من خلال ما سبق تبين لنا المعنى الواضح من أن السماوات والأرض كانتا في الأصل شيئا واحد متصلا‏,‏ ملتئما‏,‏ وملتحما‏,‏ ففتقه ربنا تبارك وتعالي بأمر منه سبحانه إلي الأرض التي نحيا عليها‏,‏ وإلي سبع سماوات من فوقنا‏.‏ فما جاء به القرآن الكريم موافق تماما لما تثبته الحقائق العلمية في العصر الحديث.
والقرآن عندما أخبر عن هذه الحقائق العلمية أعلنها إجمالا. ثم ترك التفاصيل للعلماء المتخصصين كي يتفكروا في خلقه ويتدبروه قياما وقعودا وعلى جنوبهم. وحث القرآن الكريم على التفكر والتدبر وأعطاهم إشارات ودلالات عن آيات الله في الكون في مواضع متعددة من الآيات والسور.
منها قوله تعالى:
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾
(آل عمران:190-191)
ومنها قوله تعالى:
﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)﴾
(الروم:8)


([1]) تفسير الطبري  18/430
([2]) معالم التنزيل
([3]) تفسير القرآن العظيم 3/310

Tidak ada komentar:

Posting Komentar