Minggu, 15 Agustus 2010

تمدد الكون

التمدد معناه التوسع والتضخم، فتمدد الكون يعني توسعه وتضخمه واتساعه عما كان قبله.  
عندما تتوسع الأشياء تتضخم جميعها نتيجة توسعها في الفضاء حولها. فالأشياء لها مراكز وأطراف. وفي خارج الأطراف ثمة متسع كي يجري التوسع فيه ، ولكن الكون ليس له على ما يبدو طرف ولا مركز ولا خارج، فكيف يمكن أن يتوسع؟
إن توسع كوننا شبيه جداً بتضخم البالون، إن سطح البالون سوف يتوسع باالانتفاخ. كلما ازدادت الهواء داخل البالون اتسع سطحها، وازدادت المسافة بين أطراف سطحها والمسافات بالتالي نحو المجرات البعيدة تزداد.
من الاكتشافات العلمية العظيمة في القرن العشرين هو اكتشاف أن الكون يتمدد ويتباعد بعضها من بعض. هذه الحقيقة أثارت في البداية جدلا كبيرا بين العلماء حتى سلموا بها نهاية. ففي بداية القرن العشرين أثبت عالم الفيزياء الروسي والمتخصص بالعلوم الكونية البلجيكي جورج لوميتر نظريا بأن الكون في حركة دائمة وأنه يتمدد([1]).
هذه الحقيقة ثبتت أيضا من خلال مراقبة السماء عندما قام عالم الفلك الأمريكي إدوين هوبل بحساب المسافات إلى تسع مجرات مختلفة عن طريق قياس نصوعها الظاهري. وقد نتج هذا القياس إلى أن المجرات يتباعد بعضها من بعض وأن الكون يتمدد من وقت إلى وقت([2]).
 يقول ستيفن هنوكنج حكاية عن هذه الحقيقة:
فقد كان من المفاجئ تماما أن نجد أن معظم المجرات ذات إزاحة حمراء. فكلها تقريبا تتحرك بعيدا عنا! بل والأكثر مفاجأة اكتشاف هابل الذي نشر في  1929: فحتى حجم الإزاحة الحمراء لمجرة ما لم يكن عشوائيا، ولكنه يتناسب طرديا مع بعد المجرة عنا. أو بكلمة أخرى، كلما زادت المجرة بعدا زادت سرعة تحركها بعيدا! وهذا يعني أن الكون لا يمكن أن يكون استاتيكيا، كما كان كل واحد يظن فيما سبق، وإنما هو في الحقيقة يتمدد، والشافة بين المجرات المختلفة تزيد طول الوقت([3]).
إن الاعتقاد بثبات الكون كان سائدا بين الناس بقوة وظل باقيا لأوائل القرن العشرين كما قاله ستيفن هنوكنج. ويقول كذلك:
وحتى إنشتين عندما صاغ نظرية النسبية العامة([4]) في 1915، فإنه كان واثقا من أن الكون يجب أن يكون استاتيكيا([5]).
والقرآن الكريم صرح بحقيقة تمدد الكون في وقت لم تكن فيه معرفة بذلك عند أحد. وهذا بالضرورة تدل على أنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. يقول الله تعالى:
﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾
(الذاريات:47)
وكلمة السماء كما تذكرها الآية مذكورة في مواطن عدة من القرآن الكريم بمعنى الكون والفضاء. وكذلك في هذه المرة، فإنها تأني بمعنى الكون والفضاء.
ففي هذه الآية يقول الله عز وجل صراحة: ﴿وإنا لموسعون﴾. وهو إعلان من البداية أن الكون يتوسع. والمفسرون فسروا هذه الآية الكريمة كما يأتي:
يقول ابن كثير رحمه الله في معنى وإنا لموسعون: أي: قد وسعنا أرجاءها ورفعناها بغير عمد، حتى استقلت كما هي([6]).
ويقول الطبري: قال ابن زيد، في قوله( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) قال: أوسعها جلّ جلاله([7]).
يقول الدكتور زغلول النجار في تعليقه على نهذه الآية الكريمة:
وكانت هذه الآية الكريمة قد نزلت والعالم كله ينادي بثبات الكون وعدم تغيره، وظل هذا الاعتقاد سائدا حتى منتصف القرن العشرين حين أثبتت الأرصاد الفلكية حقيقة توسع الكون وتباعد مجراته عنا وعن بعضها البعض بمعدلات تقترب أحيانا من سرعة الضوء (المقدرة بنحو ثلاثمائة كيلو متر في ثانية). وقد أيدت كل من المعدلات الرياضية وقوانين الفيزياء النظرية استنتاجات الفلكيين في ذلك([8]). بقلم: عليادي بن يسمار الإندونيسي


([1]) المعجزات القرآنية 12
([2]) المعجزات القرآنية 12 و تاريخ موجز للزمان من الانفجار الكبير إلى الثقوب السوداء  46
([3]) تاريخ موجز للزمان من الانفجار الكبير إلى الثقوب السوداء  46
([4])النظرية النسبية العامّة هي نظرية نشرها ألبرت أينشتاين في عام 1915. و هي تمثل الوصف الحالي للجاذبية في الفيزياء الحديثة. كما أنها تعميم للنظرية النسبية الخاصة حيث توحد بين النسبية الخاصة و قانون نيوتن للجاذبية، وتصف الجاذبية كخاصة لهندسة المكان و الزمان، أو ما يعرف بالزمكان. وأضافت النظرية النسبية العامة فكرة تقعر الفراغ بوجود المادة ، وهو الأمر الذي يعني أن الخطوط المستقيمة تتشوه بوجود الكتلة ، وأثبتت النظرية النسبية العامة عندما تحقق تنبؤ أينشتاين بالتباعد الظاهري لنجمين في فترة كسوف الشمس وذلك يعود إلى تشوه مسار الضوء القادم من النجمين بسبب مرورهما قرب الشمس ذات الكتلة العالية نسبيا وبالتالي تقوس خط سير الضوء القادم من النجمين. ويكيبيديا
([5])تاريخ موجز للزمان من الانفجار الكبير إلى الثقوب السوداء  46
([6]) تفسير القرآن العظيم 4/345
([7]) تفسير الطبري 22/439
([8]) جريدة الأهرام العدد 124 سنة 2001 ، 4 يوليو

Tidak ada komentar:

Posting Komentar